الخاتمة :
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، والصلاة والسلام على نبي الرحمة الذي بشفاعته تقال العثرات ، وترفع الدرجات ، وعلى آله وصحبه من أناروا بالقرآن دجى الظلمات ، وأداموا تلاوة السور منه والآيات ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا .. أما بعد :
فإنه لما كان حفظ القرآن الكريم وتلاوته من أجل القربات ، وأفضل الطاعات ، ولما كان تعلمه وتعليمه من أبرز أسباب الخيرية في هذه الأمة ، أحببت أن أتعرض لفضل الله ، وأمد يدي لرحمته ؛ وأبسط ردائي لفضله ، ولم ألتفت إلى كثرة ذنوبي ؛ لأن فضله أكثر ، ولم أنظر إلى تقصيري ؛ لأن رحمته أوسع …
وما كان هدفي من هذه الأسطر والصفحات القليلة أن أحيط بالموضوع ، ولا أن أشبعه حقه من البحث والتدقيق ، ولكن مرادي كان منحصرا في إطلاع المسلمين عامة ، وطلبة العلم خاصة على بعض الأمور المهمة المتعلقة بحفظ كتاب الله تعالى ، وأن أبرز طريقة الحفظ عند مجتمع سال منه سيل من الحفاظ ؛ فغمرت مياهه سكان المرتفع والقاع ، وسقت من عذبها كثيرا من البقاع ، فأحببت أن يستفيد الجميع من طريقتهم في الحفظ ، ثم يهذبها من أراد حسب الوسائل المتوفرة عنده ، ومتطلبات الحياة في عصره ، على أن يبقي جوهرها الذي أثبت الواقع حسن مفعوله ، وبرهن الحفاظ على إيتائه أكله ..
وأرجو أن أكون قد وفقت لمقصودي ، ولكن الإنسان مهما حاول فهو محل النقص والعثرات ، وخاصة إذا كانت بضاعته مزجاة ، فمن وجد صوابا فهو من الله ، ومن وجد غير ذلك فهو من نفسي والشيطان .
وإني أحببت وأنا أكتب هذه الخاتمة أن أبكي عهد المحاضر ودور العلم الشرعي الصحيح مع الشاعر الشنقيطي الكبير أحمد ولد عبد القادر حين قال في قصيدته المشهورة :
آه على عهد المحاضر والهوى غض الأزاهر والزمان شبــاب
ولكل واد ظله ومروجــه ولكل عطر في نداه هبــــاب
وتلاوة القرآن تصعد للسمـا وجلالها بجمالها منســـــاب
وكأنما الألواح ظمأى بالضحى وكأنما أقلامها الأنخـــــاب
والأصبحي مرابط ومبجــل في هالة يحلو بها الترحــــاب
لا يرتجي نقدا ولا عونـا ولا تنتابه الراحات والأتعــــاب
وتثار ألف قصيدة وحكايـة للأصمعي وما انتقى الأعــراب.
هذا والله أعلم وأحكم.
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وسلم تسليما كثيرا .
كتبه الفقير إلى الله تعالى ، الغني به :
إبراهيم بن أب الحسني الشنقيطي – غفر الله تعالى له ولوالديه – وقد أنهيت كتابته في 17 – 3 – 1427 هـ في مكة المكرمة حرسها الله تعالى .