ب – العقاب :
أولا : تعريف العقاب :
يعرف علماء التربية العقاب بأنه “الوسيلة التربوية التي يهدف منها إلى وقف ، أو ضبط ، أو تعديل السلوكيات غير المرغوب فيها” ويضيف علماء التربية الإسلامية لهذا الهدف أمرين مهمين ، أولهما : حماية الآخرين من نتائج الأفعال السيئة التي قد تلحق بهم الضرر ، والثاني : التربية الوقائية للأفراد ؛ وذلك لأن من سمع ، أو شاهد عقاب المخطئ ، فإنه سيردعه ذلك عن ارتكاب الخطأ حتى لا يتعرض للعقاب مثله. ([1])
ثانيا : شروط العقاب :
وقد وضع العلماء شروطا لهذا العقاب ، حتى يعطي ثماره المرجوة منه ، ومن أهم هذه الشروط :
1 – أن يجرب المربي كافة وسائل التقويم من النصح ، والحوار ، والإرشاد قبل اللجوء إلى العقاب .
2 – عدم المبالغة في العقاب حتى لا يتعود عليه الطفل ويسمرئه.
3 – عدم التهديد بعقاب لا يقبل التنفيذ مثل : سأقتلك إن لم تفعل كذا.
4 – تنفيذ العقاب في مرحلة الذنب الأولى ؛ بحيث لا تطول المدة بين ارتكاب الذنب وبين العقاب.
5 – إذا كان العقاب بالضرب ؛ فعلى المربي أن يقدر عدد الضربات ؛ بحسب حال المعاقَب الجسمية والعقلية ، وبمراعاة سنه ، ونحو ذلك.
6 – أن يفرق الضرب ، ويجعله خفيفا ، فالهدف منه التأديب ، وليس الانتقام أو التشفي .
7 – أن يتقي أماكن الجسم التي تشكل إصابتها خطرا ، كالرأس ، والصدر ، والبطن ، والفرج ، والمفاصل ، ويتجنب ضرب الوجه للنهي عن ذلك في الحديث الصحيح. ([2])
8 – عدم الغضب حال ضرب الطفل ، حتى لا يقع الظلم والإجحاف ، ويخرج العقاب بالتالي عن الهدف منه .
9 – أن ينتقي ما يضرب به ، وأفضله أن يكون سوطا معتدل الحجم والرطوبة.
10 – أن لا يولي أحد الصبيان – وبخاصة أقرانه – ضربه ، بل يباشره المربي بنفسه . ([3])
([1]) انظر : “مجلة البيان” العدد 220 ص 28
([2]) نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ففي صحيح البخاري ج 2 ص 902
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قاتل أحدكم ؛ فليجتنب الوجه ). والمقصود منه تأديب الغلام . وفي صحيح مسلم ج 3 ص 1673عن جابر رضي الله تعالى عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الضرب في الوجه وعن الوسم في الوجه.